محور الإدراك الحسي و الشعور - تحليل نص مشكلة الوعي لبرتراند راسل

بداية فعل التفلسف

تحليل نص فريديريك نيتشه ص15

تعريف صاحب النص :

فريديريك نيتشه - Nietzsche Friedrich 1844-1900م، هو فيلسوف ألماني و ناقد ثقافي،و شاعر و ملحن و لغوي و باحث في اللاتينية و اليونانية ، يصنف عادة من فلاسفة ما بعد الحداثة، و اهتم بالبحث في أصل الأخلاق و القيم كذلك، من مؤلفاته : - هكذا تكلم زرادشت، - إرادة القوة، العلم المرح...  .

تأطير النص :

هذا النص مقتطف من كتاب الفلسفة في العصر المأساوي الإغريقي للفيسلوف فريديريك نيتشه، و هو نتيجة محاولته في البحث عن أصل كل من الفلسفة و التفلسف  و عن بداياتهما الأولى عند الإغريق .

المفاهيم الأساسية للنص :

بعد قراءتنا و تمعننا في النص الماثل أمامنا، يبدو لنا أنه يتضمن عدة مفاهيم جديدة و غامضة وجب الوقوف عليها من أجل فهم و تحليل مضمون النص ، و لعل أهمها ما يلي :

الأصل : و هو المنبع و البداية و الأساس الذي يشكل وجود شيء ما، و المصدر الذي تتكون منه الأشياء و الموجودات .

المسلمة : قضية و معطى أول يضعه العالم أو الرياضي و يسلم به للوصول إلى نتيجة يبني على أساسها نظريته .

طاليس : فيلسوف و عالم يوناني عاش في القرن 6ق.م (السادس قبل الميلاد)، و هو من الحكماء السبعة، و يعتبر من الفلاسفة الطبيعيين الأوائل الذين عاشوا في منطقة أيونيا .

حدس فلسفي : نمط من المعرفة المباشرة، و إدراك مباشر لموضوع معين من طرف الفكر. 

الفرضية : فكرة مؤقتة أو تفسير مؤقت يفترضه العالم كتفسير لحوادث و ظواهر طبيعة، و تصبح قانونا علميا إذا أثبتت التجربة داخل المختبر صدقها .

إشكالية النص (السؤال الذي يجب عنه النص) :

من خلال ماسبق عرضه يبدو لنا أن هذا النص يحاول البحث في الإشكالات التالية و الإجابة عليها : 

- مع من بدأت الفلسفة و فعل التفلسف ؟ و لماذا يعتبر طاليس أول فيلسوف؟ و ما الذي يجعلنا نقول أن فكرة الماء أصل و مبدأ كل الأشياء شكلت بداية فعلية لفعل التفلسف؟ .

 أطروحة النص (الفكرة العامة للنص) :

يرى فريديريك نيتشه، أن طاليس هو أول فيلسوف، و أول من مارس فعل التفلسف و ذلك لأنه أقام أول تفسير منطقي علمي و عقلاني  لأصل العالم و الموجودات، بحيث أنه قال بفرضية و مسلمة فلسفية مفادها أن الماء هو أصل و أساس و مبدأ كل الأشياء .

 الأفكار الأساسية للنص :

انطلق فريديريك نيتشه في نصه من فكرة أساسية، و هي أن الماء أصل كل الأشياء، وقد اعتبرها ذات أهمية و هي جعلت من طاليس أول من يتفلسف، و ذلك لثلاثة أسباب، و من خلال هذا العرض التالي سنوضح ذلك جليا :

الأسباب :

-  لأن مسلمته تتناول بشكل ما أصل الأشياء .

- لأنه تناول أصل الأشياء بمعزل عن السرد الخيالي و بدون صور .

- لأن مسلمته تتضمن و لو بشكل أولي فكرة أن الكل واحد .

وضعيات طاليس حسب الأسباب : 

- حسب السبب الأول يبدو طاليس واحدا من المفكرين الدينيين و الخرافيين  .

- حسب السبب الثاني يظهر طاليس واحد من علماء الطبيعة .

- حسب السبب الثالث يتخذ طاليس وضعية أول فيلسوف يوناني .

التعليل على الوضعيات :

- يتخذ طاليس وضع واحد من المفكرين الدينيين و الخرافييين لأن التفكير الخرافي و الديني يتناول أصل الأشياء كذلك .

- يتخذ طاليس وضع عالم من علماء الطبيعة لأن العلم يتناول أصل الأشياء و بدون صور و بمعزل عن السرد الخيالي كذلك .

- يتخذ طاليس وضعية أول فيلسوف يوناني لأن التفكير الفلسفي يبحث عن أصل الأشياء وفق مبدأ الكل واحد .

استنتاج :

بعد عملية فهمنا و تحليلنا لنص بداية فعل التفلسف للفيلسوف نيتشه ، يتبين أنه و  بحسب نيتشه فإن بداية الفلسفة و فعل التفلسف يرجع إلى طاليس، و ذلك لأن طاليس قال بمسلمة فلسفية مفادها أن الماء أصل كل الأشياء، و هو بذلك قد قال بمبدأ و مسلمة الكل واحد ، و هكذا أرجع الكثرة و التعدد الموجود في الكون إلى عنصر مبدأ واحد، و هذا بالضبط ما يجعل منه أو فيلسوف .

تعديل المقال